الخميس، 22 سبتمبر 2011

الكاتب والنصٌّ والقاريء

وينبض سؤال
حركة الأدب والثقافة والفكر تصميم هندسي ذو أضلاع ثلاثة : الكاتب ..الحرف ..المتلقي
هو بنيانٌ بأضلعٍ ثلاثة ...
فالعملية الإبداعية الأدبية تعتمد بشكل رئيسي على عناصر ثلاثة :
مؤلِّفٌ : هو منشئ النص .
نصٌ : وهو الرسالة التي يرسلها المنشئ .
وقارئٌ : هو المتلقي ... وهوالمرسَل إليه .

مؤلِّف النص هو إنسانٌ مبدعٌ قادرٌ على تذليل فكرة معينة وشرحها وتفسيرها تترجم معاناة ينطلق منها الكاتب ..قد تكون متولِّدةٌ من مشكلات فردية شخصية ... أو هي معاناة عامة وطنية أو إنسانيَّة تؤثر في القارئ وتقنعه بفكر الكاتب ورؤيته ..
والنص الذي يبدعه الكاتب يشتمل على رموز( حروف ) تشير إلى دلالات معينة ومعانٍ مقصودة تصل إلى ذهن المتلقي بسهولة ويسر عبر النص حسب قدرة المؤلف على صياغته وترتيبه ..
وبالنسبة للمتلقِّي ..أي قارئ النص فهو من يعطي النص قيمته .. ويكسوه روحا بفهمه له وتفاعله معه . ومهما اختلف فهم القراء للنص الواحد يبقى أن تفاعلهم معه هو الذي يضيء النص ويشكِّل ملامحه ...
القراء إذن هم الفاعلون الحقيقيون للنص وهم المنتجون له وهم أنواع :
- قارئ ناقد
- قارئ فيلسوف
- قارئ منظِّر
وهناك بالطبع القارئ الضمني الحاضر دوماً في ذهن المبدع أثناء إنتاجه للنص ، ويتجلى هذا القارئ في ما يجريه المبدع من تعديلات على نصه ، وفي حرصه على أن يُقرَأَ العمل وفق مرئياته كذات إنسانيَّة متفردة ...
ويتم الإندماج في العملية الإبداعية من خلال المشاركة التواصلية الفعَّالة بين المؤلف والنص والقارئ ... المؤلف المختفي وراء النصِّ .. والنصّ الذي قوامه المعنى والذي يشكِّل تجربة الكاتب الواقعية والخيالية ... والقارئ الذي يتقبل مايثيره النص على شكل استجابات شعورية ونفسية .

حين يتقن الكاتب صياغة فكرته ، ويجيد استعمال مفرداته ،بشكل مميّز ومبتكر ...
وحين يأتي النص ثريًا محمَّلا برؤى الكاتب ومشاعره الذاتية وتصوراته الذهنية دون لبسٍ أو تعقيد ..
هنا لايحتاج الأمر سوى إلى القارئ المنصف الذي يمتلك القدرة على الفهم والاستدلال والتخيل ... ولديه الحدس الذي يساعده على إعادة تشكيل المضمون العقلي للنص الأدبي تبعاً لقدراته العقلية ووعيه ومايملكه من خبرات .

وبهذا يكتمل تصميم المثلث الهندسي ، وتتم أركان العملية الإبداعية لتظهر بأفضل وأكمل صورها .

شمس المؤيد: ذات حوار

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية