الأربعاء، 27 يونيو 2012

شعر التفعيلة

شعر التفعيلة أو قصيدة التفعيلة هي ( نص أدبي مجزأ إلى وحدات هي الأبيات ) كما عرفها الكاتب مصطفى حركات في مؤلفه ( الشعر الحر : أسسه وقواعده) وهو اتجاه جديد في الشعر العربي جاء كاختيار ثالث بين الشعر العمودي والشعر غير الموزون أي ما يسمى بقصيدة النثر التي لاتخضع لأي وزن شعري .أما شعر التفعيلة فإنه يخضع في الواقع لقيود الشعر ويسير الشعراء في نظم أبياته على بحور الشعر ولكن ليس بنفس الطريقة المألوفة ، ففيه يكتفي الشعراء باستعمال تفعيلة واحدة غالبا ...واهذا معناه لإكتفاء بالبحور البسيطة أو الصافية وهي البحور التي ينتج وزنها عن تكرار تفعيلة واحدة وهذه البحور هي : الوافر- الكامل - الهزج- الرجز- الرمل- المتقارب - المتدارك. هذه البحور تحتوي كما هو معروف لدى الدارسين على الأسباب والأوتاد ماعدا الوتد المفروق .وكما يعرف دارسي الشعر والشعراء أن السبب هو عبارة عن حرفين فالسبب الخفيف هو متحرك بعده ساكن مثل منْ ولمْ، والسبب الثقيل هو متحركان متتابعان مثل بمَولمَ. أما الوتد فهو وتد مجموع ووتد مفروق فالوتد المجموع عبارة عن متحركين وساكن مثل هنا ونعمْ والوتد المفروق متحرك ثم ساكن ثم متحرك مثل مات ، وعْـــد إذن بحور الشعر المستعملة في هذه القصيدة هي أجزاء البحور الصافية وهي: فعولن ، فاعلن ، مفاعلتن ، مفاعيلن، مستفعلن، فاعلاتن مع الإعتماد على الزحاف وهذا معناه تغيير التفعيلة بالحذف أو التسكين في الأسباب أو العلل وهي تختص بالأسباب والأوتاد، وهذا التغيير يقع في التفعيلة الأخيرة من البيت وغالبا ما يكون بإضافة ساكن إلى نهاية التفعيلة. ويلاحظ أن الكثير من شعراء قصيدة التفعيلة يستخدمون بحر المتدارك وهو البحر السادس عشر من بحور الشعر وذلك لسهولته وهو ياتي هكذا: فاعلن فاعلن فاعلن ..............فاعلن فاعلن فاعلن وفي هذا البحر تأخذ التفعيلة أيضا الشكل التالي : فعلن فعلن فعلن ...............فعلن فعلن فعلن وقد يضاف ساكن في نهاية البيت فتصبح التفعيلة فاعلان أو فعلانْ وقد تصبح بعد الترفيل فاعلاتنْ . والقصيدة التالية لسميح القاسم كمثال توضح كيفية استعمال هذه التفعيلة مع الخبب في بعض أبياتها مادامت لي من أرضي أشبارا مادامت لي زيتونة ليمونة... بئر وشجيرة صبَّار.. مادامت لي ذكرى مكتبة صغرى.. صورة جدِّ مرحومٍ ...وجدار. مادامت في بلدي كلمات عربية وأغان شعبية! وهذه هي التفعيلة المستعملة : فعْلن فعْلن فعْلن فعلاتنْ فعـْلن فعـَلن فعلاتن فعْلاتن فعْلن فعْلن فعلاتان فعْلن فعْلن فعْلن فاعل فعـْلن فعْ لــن فعـْلن فعـْلن فعْلن فعلان فعـْلن فعـْلن فعلن فعلن فاعل فعـْلن فعلن فعـْلن فعــْلن والملاحظ تغير عدد التفعيلات من بيت إلى بيت وأهم قصيدة ظهرت في شعر التفعيلة العربية هي قصيدة (الكوليرا ) لنازك الملائكة وكانت كما يقال هي القصيدة الأولى في هذالنوع من الشعر ، بينما يقول البعض أن الشاعر العراقي شاكر السياب في ديوانه المعروف هو أول من ابتدع أشكالا جديدة في الشعر العربي بقصيدته (هل كان حباًّ) وهي القصيدة التي نشرت في ديوانه ( أزهار ذابلة) وقد صدر هذا الديوان عام 1947 وهي نفس العام الذي صدر فيه ديوان نازك (شظايا ورماد) وفيه عدد من قصائدها التي سمتها قصائد حرة . وعلى كلٍّ فإن شعر التفعيلة لايعتبر إبنا عاصيا للشعر العمودي التقليدي؛ وإنما هو شعر يبحث عن التجديد والتغيير دون الخروج عن وصاية الأب الأكبر وهو الشعر العربي التقليدي بأوزانه الثابتة وقافيته الواحدة ومعانيه المعروفة وهناك قصائد جميلة جدا كتبت على هذه الأوزان الشعرية لشعراء كبار أمثال البياتي وبلند الحيدري وأمل دنقل و للسياب والبردوني وغيرهم. وفي الواقع فإن لكل قصيدة جمالها وقيمتها الأدبية سواء أكانت كتبت على النهج التقليدي كقصائد المتنبي والمعري وأحمد شوقي وغيرهم من شعراء العربية العظام أو كتبت بالشكل الشعري الجديد الذي يناسب إيقاع هذا العصر ومتطلباته، وتبقى للمعاني الرفيعة وحسن اختيار الوزن والبحر الشعري المناسب والألفاظ الجيدة والجميلة التي تناسب المعنى وتوضحه ....أهمية قصوى في تحديد مدى جمال القصيدة .  

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية