السبت، 30 يونيو 2012

الإبداع والروح المبدعة

الإبداع المطلق هو لله سبحانه وتعالى ..خالق كل شيء ومبدع الكون العظيم بمن فيه ، وما فيه أما لفظ الإبداع الذي يطلق على القدرات البشرية التي توجد لدى بعض الناس فإن مفهوم الإبداع  مفهوم واسع وعميق ويشمل  الإخترعات والإكتشافات العلمية والإبتكارية  كما يشمل الإبداعات الفنية والأدبية  وبصفة عامة هو هو ذلك النشاط العقلي المركب الذي يتجه الشخص فيه أو عن طريقه إلى تركيب صورجديدة من التفكير  معتمدا في ذلك على الخبرات والمعلومات السابقة التي تكونت لديه ويهدف من نشاطه هذا إضافة شيء جديد أو توسيع الخبرة الإنسانية بمدها بما يتهيأ له إيجاده من فن إو أدب أوعن طريق اختراع شيء معين له قيمته المادية أو العملية التي تساهم في دفع عجلة التطور في مجال ما .كذلك التوصل إلى نظرية ما أو فكرة تكون لها قيمة اجتماعية أو فلسفية أو علمية . وكما ذكرنا من قبل عن الإبداع بأنه تلك القدرة على الابتكار أو اختراع ما لم يكن موجود من قبل أو اكتشاف ما لم يعرف من قبل ويشمل ذلك كل ما ينتج عن عملية الإبداع من المخترعات والأفكار والنظريات والاكتشافات العلمية والإبداعات الفنية والأدبية كما يشتمل على التجديدات الأصلية على مستوى السلوك والعلاقات الإنسانية والاجتماعية .ولنتأمل كلمة إبداع ( creativity )  وهي الكلمةالتي أصبحت المصطلح الذي يدل على خاصية الإبداع ،ونبدأ بمحاولة معرفة نشأتها ومصدرها لنجد أنها ظهرت في أوروبا في عصر النهضة  لتعبر عن كل ماهو أصيل ومبتكر وقد يكون مثمرا ومفيدا في بعض المجالات. وكما ذكرنا فللإبداع صور كثير ومجالات عديدة حتى لقد أصبح تحديد مدى حضارة الأمم وقياس تقدمها يقاس بعدد مبدعيها وكثرتهم  وتعدد مجالات إبداعهم . فماعرف اليونان والرومان إلا بحضارتهم التي نشأت بسبب كثرة  إبداعات المبدعين من فنانين وشعراء ملاحم وفلاسفة ،  وكذلك عرف العرب بكثرة شعرائهم  ومؤرخيهم وبمن نبغ فيهم من  الباحثين والمكتشفين للعلوم الطبيعية وعلوم الفلك والهندسة والحساب وغير ذلك  من علوم ومعارف. وفي العصر الحديث  تميزت  بعض الشعوب عن غيرها بكثرة عدد المبدعين في مجالات معينة  ففي ميدان  كالرسم  والتصوير أوالموسيقى نجد أن لبعض الشعوب فضل التميز والغزارة في عدد الموهوبين ، كما تعرف شعوب أخرى  بتعدد فلاسفتها ،أو بكتاب متميزين في مجال الرواية كما هو الحال في روسيا القيصرية وفي بعض دول أوروبا الأخرى ورغم أن  الإبداع هو ظاهرة مهمة  ومميزة إلا أن تعريف الإبداع نفسه مايزال سرا مجهولا ، فمالذي يدفع هؤلاء ليكونوا مبدعين ولايدفع آخرين لهم نفس الظروف والأحوال ليكونوا كذلك. إن القدرة على الإبداع قدرة كامنة يضعها الخالق سبحانه بداخل النفوس البشرية ولعلها قد تكون موجودة ومغروسة كنبتة صغيرة في أعماق كثير من نفوس البشر ولكنها لاتنمو ولاتتفتح إلا لدى البعض منهم لأسباب لايعلمها إلا الله أو قد تكون تلك الأسباب تعود إلى شعور المرء المبدع بما لديه ووعيه بما يختلج داخله من دوافع وانفعالات واهتمامه بإخراج تلك الإنفعالات على شكل عمل معبر ومتميز يثير اهتمام الآخرين ويصل إلى نفوسهم  دونما عناء. ولكن ماذا يقول الدارسون  والمهتمون بموضوع الإبداع عن هذا الأمر؟  

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية