الأدب كما نعرف هو تعبير عن الذات ...عن كل مايتحرك داخل هذه الذات من مشاعر وعواطف وإحساسات ... ومهمَّة الأدب هي إثارة الإنفعالات والعواطف في نفوس المتلقين بل واسنتهاض الهمم إن دعت الحاجة إلى ذلك ... وقيمة العمل الأدبي تتمثَّل في قدرة الكاتب على جعل اللغة قادرة على الإيحاء وعلى التأثير في المتلقي .. هذا يتطلَّب امتلاكا كافيًا لناصية اللغة وقدرة على تطويعها لتعبِّر بدقِّـة ودون إملال عن مايريده الكاتب ...
لايكفي الكاتب التمكن من اللغة لكي يخلق أدبًا مؤثرًا في النفوس بل هو مطالبٌ بإلباس اللغة أجمل ملابسها لتبدو خلاَّبة فاتنة.....
هذا من ناحية ...ومن ناحية أخرى عليه أن يكسوها من ذاته الخلاقة بفيض من مشاعره وأحاسيسه ...ممايجعل للأدب قيمة ومغزى ....
ناحية اللغة وجمالياتها هوالشكل الفني للعمل الأدبي ....ونأتي لمايضمه هذا الشكل الفني وهو المضمون ...وهنا يبدأ الخلاف كما ذكر الشاهين في إضافته...
والآن ماهو المضمون الذي يريد الكاتب أن ينقله لنا؟...
هل هو مضمون أدبي خالص ..؟أم هو مضمون يحمل هدفامعينا....بمعنى أن يساهم أو يعمل على نشر القيم والفضائل في المجتمع كما كان الكتاب الكلاسيكيون يفعلون في وقت مضى ؟
هل المطلوب من الأديب مثلاأن يحمل هم المجتمع كله على كتفيه..فيصبح همه هو أن يعبر عنه وعن مشاكله وآماله وتطلعاته؟ ..
هل هو مطالب بالتركيز على زرع المثل العلياوالمباديء التي يؤمن بها مجتمعه ويسير عليها...حتى ولو كان ذلك على حساب الإبداع نفسه؟...
ولإن الإبداع لايتنفس ولاينطلق إلا في جو كاف من الحرية...فماهي حدود الحرية التي تمنح للمبدع لكي يتمكن من ممارسة إبداعه؟
وهل إذا اضطر الكاتب إلى التزييف من إجل إرضاء الآخرين ...فهل يعد إنتاجه أدبا؟
كيف ينبغي أن يكون المضمون؟...هل يترك هذا المضمون لحرية الكاتب نفسه ...ونظرته الشخصية للأمور المختلفة؟...أم أن المبدع يجب أن يضع في اعتباره أشيء كثيرة قبل أن يقدم على نشر إبداعاته.
ألايقضي تسخيره لإبداعه من أجل نيل القبول عند البعض مثلا على العفوية وعلى الإنسيابية في التعبير التي تتطلبها العملية الإبداعية؟.
كيف يمكن للمبدع الذي تنبثق بداخله في لحظات الإبداع طاقات انفعالية طاغية أن يحول هذه الطاقات إلى عمل أدبي مقنن أو مهجَّن ....
ولديَّ تساؤل مهم وهو : هل يمكن توظيف الأدب ليكون انعكاسا للمجتمع الذي يعيش فيه الأديب من ناحية ..ووسيلة للإرتقاء بهذا المجتمع من ناحية أخرى..؟...أم أنه يجب أن يترك لكل مبدع تحديد طريقته في التعبير عمايريد..؟
ثمَّ إلى أي مدى يمكن التسامح مع المبدع ؟....وهل يعاقب إن تجاوزالخطوط الحمراء المرسومة في مجتمعه؟ ...نعرف نحن أهمية الرقيب ودوره ولكن هل علينا حصر المبدع في دائرة مايجب ومالايجب ...ومايصح قوله ومايجب السكوت عنه..؟؟.أم أنه كمبدع يسمح له دون غيره بقدر كبير من حرية التعبير ؟.
وأيضا ..هل يصح أن نحول الأديب إلى مجرد مصلح إجتماعي أو مدافع عن رأي معين ...هل من حق المجتمع أوالسلطة توظيف مهارات المبدع وقدرته على الخلق والإبتكار من أجل أغراض معينة؟ ..
وتساؤلات كثيرة أرجو أن نجد لها إجابات مناسبة .
****
بالنسبة لتساؤل البعضر عن ماهية المضمون ...وهل أدب العبث واللا معقول أدب يحتوي على مضمون أم لا...فأعتقد أن نا بحاجة إلى التفكير في المضامين التي يكتبها الأدباء المتمرسون في عالم الأدب .. وقد يعرض البعض مايودون عرضه بلغة جميلة مفرداتها وصورها منتقاة بعناية بالغة ..وقد يهتم البعض بالفكرة دون اهتمام كبير بالأسلوب .. وفي مرحلة ما جاء أدب العبث يعبر في مضمونه عن الرفض والثورة حتى ولم كان في مظهره يبدولامعقولا أو لافكرة من ورائه ....
...فمثلا انتظار جودو هذا الذي لايأتي ...هو في الواقع يمثل الواقع المزري حين تضيق السبل ويصبح الخلاص مرهونا بقدوم شيء جديد أو انتظار شخصية مهيمنة تحتوي هذا الموقف الفارغ والذي لاقيمة له...انتظار طويل ولاجدوى منه ...أو ذلك مايبدو!
ألسنا الآن في حياتنا الراهنة في موقف مشابه؟..
أماالأدب الخيالي أو (الفانتازيا ) فهو في الواقع يوحي عن طريق الترميزأو ( التشطيح ) في عالم الخيال الفسيح بأمور كثيرة قد لايمكن قولها بطريقة واقعية صريحة.... روايات ماركيز جارسيا تحمل الكثير من الفانتازياأو بالأصح السحرية كما في ( ألف عام من العزلة ) مثلا ولكنها تعني الكثير ولها مغزى عميق ... رواية مثل ( روبنسون كروزو) أو (أليس في بلاد العجائب) أو ( دون كيشوت ) ...هل تعتبر روايات كهذه تافهة لأنها تدور في عوالم غريبة أو مختلقة ؟.. أعتقد أن من لايستطيع التعبير صراحة عمَّا في نفسه يلجأ إلى الفانتازيا أو إلى الى الرمزية الغامضة.... خذو عندكم كمثال كتابات الكاتبة السعودية ( رجاء عالم )...لابد أن الكثيرين منكم يعرفونها!!...رواياتها ومسرحياتها تسحب القاريء إلى عوالم غامضةمليئة بالسحر والغيبيات والتلميحات من خلال عبارات مكثفة وموحية ممَّايفجِّر الكثير من التساؤلات حول ماتريد الكاتبة قوله من خلال هذه الرمزية المجنَّحة والإغراق في الغموض .... هنا أيضا مضمونٌ ولكنه ليس متاحًا للجميع ..بل فقط لمن يتمكن من الوصول إليه.!!! ..
أماالأدب الخيالي أو (الفانتازيا ) فهو في الواقع يوحي عن طريق الترميزأو ( التشطيح ) في عالم الخيال الفسيح بأمور كثيرة قد لايمكن قولها بطريقة واقعية صريحة.... روايات ماركيز جارسيا تحمل الكثير من الفانتازياأو بالأصح السحرية كما في ( ألف عام من العزلة ) مثلا ولكنها تعني الكثير ولها مغزى عميق ... رواية مثل ( روبنسون كروزو) أو (أليس في بلاد العجائب) أو ( دون كيشوت ) ...هل تعتبر روايات كهذه تافهة لأنها تدور في عوالم غريبة أو مختلقة ؟.. أعتقد أن من لايستطيع التعبير صراحة عمَّا في نفسه يلجأ إلى الفانتازيا أو إلى الى الرمزية الغامضة.... خذو عندكم كمثال كتابات الكاتبة السعودية ( رجاء عالم )...لابد أن الكثيرين منكم يعرفونها!!...رواياتها ومسرحياتها تسحب القاريء إلى عوالم غامضةمليئة بالسحر والغيبيات والتلميحات من خلال عبارات مكثفة وموحية ممَّايفجِّر الكثير من التساؤلات حول ماتريد الكاتبة قوله من خلال هذه الرمزية المجنَّحة والإغراق في الغموض .... هنا أيضا مضمونٌ ولكنه ليس متاحًا للجميع ..بل فقط لمن يتمكن من الوصول إليه.!!! ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق