الثلاثاء، 26 يونيو 2012

الشكل والمضمون

الشكل والمضمون في الأدب بماذا يجب أن تتميز الكتابة الأدبيةعن غيرها من الكتابات ؟...وماهو الأهم في الكتابة الأدبية ..الشكل أم المضمون ؟..هذا سؤال يتردد في مجال الأدب بين حين وآخر.... إنَّ الأدب في مجمل تعريفه هو تعبير جمالي يعبر عن معاناة الأديب ويجسد أحاسيسه بلغة تتصف بصفات فنية إيحائية في مفرداتها وتراكيبها ومضامينها المعنوية وفي أشكالها البنائية الإبداعية . من هنا نخلص إلى أن هناك محتوى فني للأدب ...كما أنَّ هناك محتوى آخر تتضائل فيه هذه الفنية حتى تبتعد عن مواصفات الجمالية والفن الجميل. وتوجد أنواع من الكتابات الأدبية تحتوي على الشكل الفني الجمالي وبعضها لايمكن أن نطلق عليه هذه الصفة لخلوها من الجمال الفني حتى ولو كان المضمون جيدا. والأدب الذي يصح أن نسميه أدبا إنماهو ذلك الذي يتميز بفنية الشكل وفنية المضمون معا ممايهيؤه ليكون أثرا فنيا خالدا. من هنا نستنتج أن هناك ربطا بين الشكل والمضمون من الصعب الفصل بينهما ؛ ممايجعل مهمة الكاتب محدودة بقوانين معينةلايجوز للكاتب أن يتخطاها ، فلا يمكنه التركيز على الشكل الفني من حيث تهذيب الأسلوب وتجويد اللغة واختيار المفردات المصقولة بعناية على حساب المعنى والمضمون كماأنه لايمكنه التعبير عن المضمون بأسلوب ركيك ومفكك . هناك كتاب من ذوي التخصصات قد يبرعون في المواضيع التي يكتبونها بلغة راقية وسليمة، ولكن ذلك لايرقى إلى المستوى الأدبي الراقي، ولا يصل إلى السمو الفني الذي يصل إليه الأديب حين يكتب . المؤرخون مثلا مهما حاولوا تحسين لغتهم وأساليبهم يبقون مؤرخين وما كتبوه يبقى تاريخا ينظر إليه من زاوية علمية فاحصة للتأكد من صحة الحقائق التاريخيةوالمعلومات التي سجلوها ورووها في كتاباتهم....بينما لايطالب الأديب ( الراوي مثلا أوالقاص أوالشاعر ) بإاستحضار البراهين على صحة ماكتبه .. وإنماهومطالب فقط بالصدق في التعبير وبأن يكون أسلوبه فنيا ..أي أن يعبر عن ذاته باستخدام اللغة بطريقة فنية مناسبة للنص الأدبي. هذا هو الفرق بين الأديب وغيره ..وهذا هو الذي يمنح الكتابات الأدبية رونقها ويبقيها خالدة تستمتع بهاالأجيال في كل العصور. ومن خلال تميز الكاتب وقدرته على استعمال اللغة بشكل فني تتكون قيمته الأدبية ..ويحتل مكانه السامق بين صفوف المبدعين .

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية