امبرتو إيكو قال في أحد حواراته : ( ينبغي للعنوان أن يشوش الأفكار وليس أن يوحدنا. ).. بمعنى أن يكون لكل قاريء للنص الأدبي حق التأويل والتفسير واكتشاف المعنى المقصود من وضع هذا العنوان
إذن فالعنوان هو مفتاح تأويلي للنص المكتوب .. والعنوان الذي لايحمل تشفيرا أو ترميزا لوضع أو لحالة ما تجعل القاريء شغوفابمعرفته واكتشافه سرعان مايتلاشى من الذهن بعد قراءة العمل الأدبي ..
إذ على العنوان أن يحمل مجازا أو دلالة خاصة قائمة على آلية المفارقة مثلا ، أومن أجل لإحداث أثر دلالي معين، أو يكون متشظياً، أومنفتحاً على احتمالات شتّى يتساءل عنها القاريء وهو غارقٌ في متعة القراءة والإستكشاف .
هذه الدرجة العالية من الوضوح في صياغة العنوان في رواية زينب حفني الجديدة ( لم أعد أبكي ) يُعدُّ اختصارا لمضمون العمل الروائي ، ومن جهة ثانية فهو مؤشر لمسيرة ذلك العمل ... وواشيا بنهايته .
ندخل رواية ( لم أعد أبكي ) ونحن نتوقع حدوث ماسيحدث بناء على العنوان الواضح الفاضح .
ومن الصفحة الأولى نلتقي بالبطلةغادة الموصوفة بالجمال والفتنة كبطلة رواية عربية تقليدية .. وبأنها صاحبة حس فني محبة للأدب وهذا يجعلنا نتعرف أيضا على الأدباء الذين تقرألهم وعن إعجابها بهم وبعد هذه المقدمة تتحول البطلة إلى ساردة لحكايتها الشخصية ... حين تفتح دفتر مذكراتها لتقرأ لنا عن ولادتها ونشأتها.. وبالتالي نكتشف ماأخفته لسنوات بداخل صدرها من أسرار خاصة ... فقد نم الإعتداء على براءتها من قبل الحارس اليمني وهي طفلة لاتفقه مايدور حولها... ثم .
في الحقيقة بحثت عن البكاء الذي توقف في النهاية حسبما يقوله لنا العنوان ..فلم أجده إلا في لحظات قليلة وسريعة ...وربما وجدته في بكاء الأم لحظة وقوع الطلاق ... والذي أدى بدوره إلى حدوث بقية الأحداث.. ومما نتج عنه جاء عنوان الرواية ....
الذي لم يكن موفقا.
السرد في الرواية جاء سريعا ومتلاحقا كما يحدث في القصص الطويلة نوعا ما والتي تعتمد على السرد الحاف .. أي بسرد الأحداث دون اهتمام بالشكل ولاباللغة .... ولعلَّ ذلك يعود إلى ربما أنَّ الكاتبة أصلا قاصة تفليدية، وكاتبة مقالة قبل أن تكون روائية . لذا تخلولغة الرواية من تلك الطاقة الشعرية المنفلتة من عقال اللغة والتي أصبحت هي أسلوب الرواية الحديثة حيث الصور الشعرية والتكثيف اللغوي والإيحاءات الموصلة.
هي لغة سردية تفتقر إلى الرهافة التي تنشأ من مزج جميع الوسائل التى تكفل للنثر نشاطاً جمالياً .. بحيث تأتي الجملة السردية قريبة من الجمل الشعرية الغنائية ، وحيث التصوير المجازى ، والثراء الصوتي والإيقاع الموسيقى والألفاظ الموحية
تقنيةالسرد في الرواية جعلتنا نرى المواقف والأحداث باتباع تقنيتين في السرد حيث المؤلفة تقوم بتعريفنا بالبطلة من الخارج ومن الداخل ..حيث الراوي العليم بكل شيء في الماضي والحاضر، وبمايدور في عقول الأبطال ، وما يختلج في أذهانهم من أفكار وهواجس ومشاعر... ثم تأتي البطلة التي تحكي لنا بدورها عن ذاتها وماحدث لها .. ، من وجهة نظرخاصة بها.. ..وما حدث لصديقتها نشوى متقمصةً هي أيضا دور الراوي العليم العارف بكل شيء...وبعدها تأتي المؤلفة لتكمل الباقي هذا يوضح لنا أن المؤلفة لم تستطع أن تلعب لعبة السرد بإتقان ؛ فقد جاء على شكل حكاية تسردها لنا المؤلفة تارة وتارة البطلة كأهم جزء في الحكاية .. وهذا النوع من السرد يطلق عليه سرد وجهات النظر... وهو هنا يدعم وجهة نظر واحدة ...هي وجهة نظر الراوية ومعها المؤلفة التي تقف إلى جانبها .
وتبدأ الحكاية مع مولد البطلة التي حكتها لنا بنفسها والتي كانت واعية بيوم مولدها ومايرمز له من أهميَّة ... مطَّلعة على الأحداث التي كانت تدور حولها ... وهذا فخ يقع فيه الراوي حين لايكون ماهرا بتقنيات السرد وأحواله... وتبدأ عقدة الرواية في التكوُّن منذ أن عرفنا مشكلة بطلتها التي تجد نفسها وحيدة مع طلاق والدتها وهي في سن صغيرة .. حيث لاتجد من تلجأ إليه سوى الحارس اليمني الشاب الذي يتلقفها ويستفيد من خوفها وصدمتها بماحدث .... ومن هنا تبدا الأحداث في التبلور والوضوح ... ومع الوقت وكما تحكي لنا الراوية فإنها تجد لعبة الجسد التي علمها لها الحارس لعبة ممتعة تتقبلها ..بل وتطلبها من ذات نفسها..!
.
الغريب أن من اعتدى عليها وافقدها عذريتها بعد أن نضجت قليلا وهو الحارس اليمني الفقير يصبح في نظرها حبيبا تخلى عنهابسفره إلى بلاده ..ـ لعله هرب خوفا من انكشاف فعلته ـ وبذلك تبدأ في التحدث عن مأساتها المتخيَّلة مع الرجال الذين يتخلون عنها ويتركونها تتحمل وزر الخطأ وتبعاته...
وتكبر الفتاة ومعها سرها ويكبر حنينها للرجل الأول في حياتها ..لاأثر لبكاء أو تأنيب ضمير ... فقط خوف من الزواج حتى لاينفضح أمرها أمام الزوج المستقبلي الذي قد يفشي سرها أو يتخلى عنها ..
وبعد أن تخبرنا البطلة بما يؤرقها ..تأخذ الكاتبة بناصية السرد لتكمل لنا الحكاية ... فغادة تتخرج من الجامعة وتعمل مسؤولة مكتبة في مدرسة متوسطة .. ثم تترك عملها رغم معارضة الأب الذي كان مختفيا طول الوقت ..وتعمل بالصحافة وطبعا لايحلو العمل في مجتمع مختلط إلا إذا كانت هناك علاقة حب ..وهكذا فإنها تحب نائب رئيس التحرير .. وبعد التعارف والخروج معه عدة مرات تعترف له بسرها ..ولاتبخل عليه بشيء مما يتوق إليه الرجل في علاقته بالمرأة ... ولم نرها هنا أيضا تبكي أو تندم ... وفي نفس الوقت تكون معجبة بشخص آخر تتوقع أن يتزوجها ... خاصة بعد أن هاجر من كانت تحبه ويحبها والذي تخلى عنها أيضابعد أن عرف سرها وبعد أن تمكن من الأستفادة من هذا السرِّ لصالحه . .... ولايوجد هناأثر لبكاء ... هناك بعض الحزن لمأساة الحبيب وتعرضه للإضطهاد والتعذيب الشديد لسبب غير معقولوغير منطقي ... وبسب ذلك كان لابدَّ له من الهجرة إلى بلد آخر ..! ...وبسبب هجرته التي باتت ضرورية كما أقنعهاكان لابد له من التخلي عنها ... وطبعا تألمت ..ولكنها الأمر لم يحزنها كثيرا.. فهناك شخصٌ آخر تعرفت عليه وتتوقع أن يتزوجها .. ولايبدو أن لديها أي مشكلة في أن يعرف سرها الذي أبكاها العمركله... لانعرف نحن القراء ولالزوم فيما يبدو لكي نعرف ....
ولكننا نفهم أن أملها في الزواج من هذا الرجل جعلها تتوقف عن البكاء .... ذلك البكاء الذي لم نشعر به من خلال رحلتنا داخل هذه الرواية وداخل فكر بطلتها السطحية التي لم تفلح الكاتبة في جعلها تبدو أكثر عمقا ووعيا رغم الصفات التي خلعتها عليها كجامعية عاملة في ميدان الصحافة والإعلام ... ولم تجعلنا نحترمها أو نحترم زميلاتها التافهات في القسم الذي تعمل به ... ولاصديقاتها ومعارقفها من النساء : نشوى المتحررة إلى درجة الإنحلال ... وراوية الفنانة المعقدة بسبب عنوستها ..رئيستها في القسم الشريرة ، والزميلات التافهات
بقي أن نقول أن الأحداث لاتبدو كلها منطقية ... فالرجل الذي يطلق زوجته لايترك لها هي وإبنتها الوحيدة فيلا فخمة بسيارة وسائق وحارس للحديقة ثم يختفي فلا نسمع عنه إلا سطورا قليلة توحي بوجوده مع زوجته الأخرى وأبنائه منها .
كذلك مسألة سجن تعذيب نائب رئيس التحريربسبب بعض كتاباته أعتقد أنه مبالغٌ فيها ... عادة يمنع الكاتب من الكتابة إذا كتب مالايناسب الأوضاع ... وقد يسجن لفترة إذا كان ماكتبه يسبب ضررا أو يثير قلقا أو مشاكل معينة ... كذلك إظهار الفتيات العاملات في الصحافة أو اللواتي يزوجهن أهلهن لرجال غير مناسبين بهذا الشكل المحرف أو القابل للإنحراف بسهولة يخالف القصد الذي أرادت الكاتبة إظهاره من كتابة هذه الرواية حيث كان القصد فيماأرى إظهار وضع المرأة في بلدنا كمضطهدة محرومة من الحرية ومقيدة وسجينة لاتملك من أمرها شيئا ... وكذلك مهددة بالطلاق ... ولايغفر لها المجتمع زلاتها ...وهكذا. ورغم مرارة الشكوى والنقدالموجه للمجتمع ... فالبطلات الثلاث الرئيسيات لديهن الحرية الكافية للتعرف بالرجال الإختلاط بالرجال في الحفلات والمناسبات أو من ناحية إقامة المعارض ودخول ميدان العمل الصحفي الميداني ... بل وحرية مقابلة الحبيب ...بل وماهو أبعد من ذلك .... وهو حرية إقامة علاقات جنسية دون حاجة للزواج إما من أجل المال واللهو ... وإما من أجل الإستمتاع بالحب فقط مثل مافعلت البطلة التي مرت بتجربة الإعتداء على براءتها ..ثم هجران الحبيب الثاني بعد أن عرف سرها وأخذ منها مايريده دون عناء .. وبالتالي صارت صلدة وقوية فلم يعد يبكيها شيء.
أهذا مايريد لنا العنوان أن نفهمه ؟
) .
إذن فالعنوان هو مفتاح تأويلي للنص المكتوب .. والعنوان الذي لايحمل تشفيرا أو ترميزا لوضع أو لحالة ما تجعل القاريء شغوفابمعرفته واكتشافه سرعان مايتلاشى من الذهن بعد قراءة العمل الأدبي ..
إذ على العنوان أن يحمل مجازا أو دلالة خاصة قائمة على آلية المفارقة مثلا ، أومن أجل لإحداث أثر دلالي معين، أو يكون متشظياً، أومنفتحاً على احتمالات شتّى يتساءل عنها القاريء وهو غارقٌ في متعة القراءة والإستكشاف .
هذه الدرجة العالية من الوضوح في صياغة العنوان في رواية زينب حفني الجديدة ( لم أعد أبكي ) يُعدُّ اختصارا لمضمون العمل الروائي ، ومن جهة ثانية فهو مؤشر لمسيرة ذلك العمل ... وواشيا بنهايته .
ندخل رواية ( لم أعد أبكي ) ونحن نتوقع حدوث ماسيحدث بناء على العنوان الواضح الفاضح .
ومن الصفحة الأولى نلتقي بالبطلةغادة الموصوفة بالجمال والفتنة كبطلة رواية عربية تقليدية .. وبأنها صاحبة حس فني محبة للأدب وهذا يجعلنا نتعرف أيضا على الأدباء الذين تقرألهم وعن إعجابها بهم وبعد هذه المقدمة تتحول البطلة إلى ساردة لحكايتها الشخصية ... حين تفتح دفتر مذكراتها لتقرأ لنا عن ولادتها ونشأتها.. وبالتالي نكتشف ماأخفته لسنوات بداخل صدرها من أسرار خاصة ... فقد نم الإعتداء على براءتها من قبل الحارس اليمني وهي طفلة لاتفقه مايدور حولها... ثم .
في الحقيقة بحثت عن البكاء الذي توقف في النهاية حسبما يقوله لنا العنوان ..فلم أجده إلا في لحظات قليلة وسريعة ...وربما وجدته في بكاء الأم لحظة وقوع الطلاق ... والذي أدى بدوره إلى حدوث بقية الأحداث.. ومما نتج عنه جاء عنوان الرواية ....
الذي لم يكن موفقا.
السرد في الرواية جاء سريعا ومتلاحقا كما يحدث في القصص الطويلة نوعا ما والتي تعتمد على السرد الحاف .. أي بسرد الأحداث دون اهتمام بالشكل ولاباللغة .... ولعلَّ ذلك يعود إلى ربما أنَّ الكاتبة أصلا قاصة تفليدية، وكاتبة مقالة قبل أن تكون روائية . لذا تخلولغة الرواية من تلك الطاقة الشعرية المنفلتة من عقال اللغة والتي أصبحت هي أسلوب الرواية الحديثة حيث الصور الشعرية والتكثيف اللغوي والإيحاءات الموصلة.
هي لغة سردية تفتقر إلى الرهافة التي تنشأ من مزج جميع الوسائل التى تكفل للنثر نشاطاً جمالياً .. بحيث تأتي الجملة السردية قريبة من الجمل الشعرية الغنائية ، وحيث التصوير المجازى ، والثراء الصوتي والإيقاع الموسيقى والألفاظ الموحية
تقنيةالسرد في الرواية جعلتنا نرى المواقف والأحداث باتباع تقنيتين في السرد حيث المؤلفة تقوم بتعريفنا بالبطلة من الخارج ومن الداخل ..حيث الراوي العليم بكل شيء في الماضي والحاضر، وبمايدور في عقول الأبطال ، وما يختلج في أذهانهم من أفكار وهواجس ومشاعر... ثم تأتي البطلة التي تحكي لنا بدورها عن ذاتها وماحدث لها .. ، من وجهة نظرخاصة بها.. ..وما حدث لصديقتها نشوى متقمصةً هي أيضا دور الراوي العليم العارف بكل شيء...وبعدها تأتي المؤلفة لتكمل الباقي هذا يوضح لنا أن المؤلفة لم تستطع أن تلعب لعبة السرد بإتقان ؛ فقد جاء على شكل حكاية تسردها لنا المؤلفة تارة وتارة البطلة كأهم جزء في الحكاية .. وهذا النوع من السرد يطلق عليه سرد وجهات النظر... وهو هنا يدعم وجهة نظر واحدة ...هي وجهة نظر الراوية ومعها المؤلفة التي تقف إلى جانبها .
وتبدأ الحكاية مع مولد البطلة التي حكتها لنا بنفسها والتي كانت واعية بيوم مولدها ومايرمز له من أهميَّة ... مطَّلعة على الأحداث التي كانت تدور حولها ... وهذا فخ يقع فيه الراوي حين لايكون ماهرا بتقنيات السرد وأحواله... وتبدأ عقدة الرواية في التكوُّن منذ أن عرفنا مشكلة بطلتها التي تجد نفسها وحيدة مع طلاق والدتها وهي في سن صغيرة .. حيث لاتجد من تلجأ إليه سوى الحارس اليمني الشاب الذي يتلقفها ويستفيد من خوفها وصدمتها بماحدث .... ومن هنا تبدا الأحداث في التبلور والوضوح ... ومع الوقت وكما تحكي لنا الراوية فإنها تجد لعبة الجسد التي علمها لها الحارس لعبة ممتعة تتقبلها ..بل وتطلبها من ذات نفسها..!
.
الغريب أن من اعتدى عليها وافقدها عذريتها بعد أن نضجت قليلا وهو الحارس اليمني الفقير يصبح في نظرها حبيبا تخلى عنهابسفره إلى بلاده ..ـ لعله هرب خوفا من انكشاف فعلته ـ وبذلك تبدأ في التحدث عن مأساتها المتخيَّلة مع الرجال الذين يتخلون عنها ويتركونها تتحمل وزر الخطأ وتبعاته...
وتكبر الفتاة ومعها سرها ويكبر حنينها للرجل الأول في حياتها ..لاأثر لبكاء أو تأنيب ضمير ... فقط خوف من الزواج حتى لاينفضح أمرها أمام الزوج المستقبلي الذي قد يفشي سرها أو يتخلى عنها ..
وبعد أن تخبرنا البطلة بما يؤرقها ..تأخذ الكاتبة بناصية السرد لتكمل لنا الحكاية ... فغادة تتخرج من الجامعة وتعمل مسؤولة مكتبة في مدرسة متوسطة .. ثم تترك عملها رغم معارضة الأب الذي كان مختفيا طول الوقت ..وتعمل بالصحافة وطبعا لايحلو العمل في مجتمع مختلط إلا إذا كانت هناك علاقة حب ..وهكذا فإنها تحب نائب رئيس التحرير .. وبعد التعارف والخروج معه عدة مرات تعترف له بسرها ..ولاتبخل عليه بشيء مما يتوق إليه الرجل في علاقته بالمرأة ... ولم نرها هنا أيضا تبكي أو تندم ... وفي نفس الوقت تكون معجبة بشخص آخر تتوقع أن يتزوجها ... خاصة بعد أن هاجر من كانت تحبه ويحبها والذي تخلى عنها أيضابعد أن عرف سرها وبعد أن تمكن من الأستفادة من هذا السرِّ لصالحه . .... ولايوجد هناأثر لبكاء ... هناك بعض الحزن لمأساة الحبيب وتعرضه للإضطهاد والتعذيب الشديد لسبب غير معقولوغير منطقي ... وبسب ذلك كان لابدَّ له من الهجرة إلى بلد آخر ..! ...وبسبب هجرته التي باتت ضرورية كما أقنعهاكان لابد له من التخلي عنها ... وطبعا تألمت ..ولكنها الأمر لم يحزنها كثيرا.. فهناك شخصٌ آخر تعرفت عليه وتتوقع أن يتزوجها .. ولايبدو أن لديها أي مشكلة في أن يعرف سرها الذي أبكاها العمركله... لانعرف نحن القراء ولالزوم فيما يبدو لكي نعرف ....
ولكننا نفهم أن أملها في الزواج من هذا الرجل جعلها تتوقف عن البكاء .... ذلك البكاء الذي لم نشعر به من خلال رحلتنا داخل هذه الرواية وداخل فكر بطلتها السطحية التي لم تفلح الكاتبة في جعلها تبدو أكثر عمقا ووعيا رغم الصفات التي خلعتها عليها كجامعية عاملة في ميدان الصحافة والإعلام ... ولم تجعلنا نحترمها أو نحترم زميلاتها التافهات في القسم الذي تعمل به ... ولاصديقاتها ومعارقفها من النساء : نشوى المتحررة إلى درجة الإنحلال ... وراوية الفنانة المعقدة بسبب عنوستها ..رئيستها في القسم الشريرة ، والزميلات التافهات
بقي أن نقول أن الأحداث لاتبدو كلها منطقية ... فالرجل الذي يطلق زوجته لايترك لها هي وإبنتها الوحيدة فيلا فخمة بسيارة وسائق وحارس للحديقة ثم يختفي فلا نسمع عنه إلا سطورا قليلة توحي بوجوده مع زوجته الأخرى وأبنائه منها .
كذلك مسألة سجن تعذيب نائب رئيس التحريربسبب بعض كتاباته أعتقد أنه مبالغٌ فيها ... عادة يمنع الكاتب من الكتابة إذا كتب مالايناسب الأوضاع ... وقد يسجن لفترة إذا كان ماكتبه يسبب ضررا أو يثير قلقا أو مشاكل معينة ... كذلك إظهار الفتيات العاملات في الصحافة أو اللواتي يزوجهن أهلهن لرجال غير مناسبين بهذا الشكل المحرف أو القابل للإنحراف بسهولة يخالف القصد الذي أرادت الكاتبة إظهاره من كتابة هذه الرواية حيث كان القصد فيماأرى إظهار وضع المرأة في بلدنا كمضطهدة محرومة من الحرية ومقيدة وسجينة لاتملك من أمرها شيئا ... وكذلك مهددة بالطلاق ... ولايغفر لها المجتمع زلاتها ...وهكذا. ورغم مرارة الشكوى والنقدالموجه للمجتمع ... فالبطلات الثلاث الرئيسيات لديهن الحرية الكافية للتعرف بالرجال الإختلاط بالرجال في الحفلات والمناسبات أو من ناحية إقامة المعارض ودخول ميدان العمل الصحفي الميداني ... بل وحرية مقابلة الحبيب ...بل وماهو أبعد من ذلك .... وهو حرية إقامة علاقات جنسية دون حاجة للزواج إما من أجل المال واللهو ... وإما من أجل الإستمتاع بالحب فقط مثل مافعلت البطلة التي مرت بتجربة الإعتداء على براءتها ..ثم هجران الحبيب الثاني بعد أن عرف سرها وأخذ منها مايريده دون عناء .. وبالتالي صارت صلدة وقوية فلم يعد يبكيها شيء.
أهذا مايريد لنا العنوان أن نفهمه ؟
) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق