على مدى مايقارب ستين عاماكانت الروايات السعودية معدودة ولا تشي بأي حراك اجتماعي ، وإنما كانت تصور مجتمعا تقليديا راكدا ،وغالباًماكانت تقتصر على القيام بدور وعظي أو تحذيري من الخروج عن العادات والأعراف. ، وكتاب الرواية كانوا إما يحاولون إيصال فكرة ما أو يحاولون السير على نهج كتاب الرواية العربية في دول أخرى ..وغالبا ما كان أبطال الروايات السعودية يتنقلون في بلدان أخرى أو يعيشون بشكل دائم خارج بلادهم ، كما في روايات سميرة خاشقجي وغيرهامن الكاتبات والكتاب . وفجأة ومع بداية هذا القرن امتلأت أرفف المكتبات بروايات سعودية متنوعة الأهداف والرؤى ، وفي معظمها كانت هناك رائحة تمرد على بعض الأوضاع ، ورغبة في كشف بعض الأمورالتي تختفي في طيات مجتمع وسم وُطبع بالخصوصيَّة ن وهكذا ظهرت الرواية السعودية الجديدة التي تفضح وتشي وتصوِّر الأماكن الخفيَّة في المجتمع بكل مافيها من عيوب وأخطاء وتشويهات ، بل وتزيد من حدة الإضاءة بشكل يظهر هذا المجتمع وكأنه مجتمع مليء بالإنحرافات والمفاسد وإن كان يتغطى بملاءة الطهوريَّة .
وفي واقع الأمر فإنَّ من كتبواهذه الروايات التي يقال انها شوَّهت سمعة المجتمع السعودي كانوا يسعون بشكل خاص إلى الترويج لكتاباتهم ونيل الشهرة بفضح المستور في مجتمع منغلق على ذاته ؛ حيث أنه بعد ظهور أول رواية سعودية تناقش مسألة العلاقات العاطفية بين الجنسين في مجتمعنا بصراحة ووضوح ،وماحضيت به تلك الرواية من شهرةٍ وحفاوة في الداخل والخارج هذا الأمر شجَّع الكثيرين على إنتاج روايات على نفس النهج ،وبشكل أكثر مبالغة وتهويلا .. إذ أن ازدياد نسبة "البهارات الفضائحية" في الرواية السعوديَّة يزيد من مقدارالضجة حولها، وبالتالي ترتفع نسبة المبيعات واشتهار إسم مؤلفها أو مؤلفتها ....
......
في رأيي أنَّ هذا الإندفاع الكبير على إصدار روايات من النوع الفضائحي لايزيد عن كونه فقاعات زائلة .. وربما تساهم هذه النزوة الروائية في فتح الطريق لروائيين أكثر نضجا ومعرفة بمتطلبات الرواية الحديثة وشروطها وماتحدثه من تأثيرات في المجتمع .
أما أن تكون هذه الروايات قد شوِّهت سمعة المجتمع السعودي ... فليس ذلك بالضرورة ؛ إذ أنَّ لكل مجتمع عيوبه ومساوئه ... وليس هناك من مجتمع في العالم يخلو من الفساد بشكل كامل .....
الكاتب هوابن مجتمعه ، وهو من خلال تجاربه وملاحظاته يختزن الكثير بداخله ويعبِّر عنه بالشكل الذي يتناسب وقدراته وعمق نظرته .. ولكن التركيز على الجانب السيء من المجمتع دون غيره ، ونبش ماخفي عن الأنظار بتعمد واضح كما حدث لدينا مؤخرا لابدَّ أن تكون له أسبابه .
ما يبدو واضحا أنه إضافةً إلى الرغبة في الظهور والإنتشار، فإنَّ هناك أغراضا خفية وراء ذلك ؛ حيث (الصراخ وشهوة الفضح ) كما دعاها أحد النقاد.. تأتي هنا لا بقصد تسليط الضوء على خفايا وأسرار المجتمع ، ولا بغرض اكتشاف الأخطاء والعيوب من أجل التصحيح والإصلاح ، كما أنها لم تأت بقصد التشويه المحْض .. وإنما هي رغبة محمومة في التصادم مع المجتمع والتمرد على الأوضاع الصارمة السائدة فيه ..
هي باختصار طريقة ساذجة للتحدِّي وإبداءالتذمر .. يمكن القول أن الكتابة الروائية استعملت كوسيلة لإرسال رسالة خاصة إلى من يتولون الرقابة على المجتمع وحراسته من الوقوع في الرذيلة فحواها أنَّ مجتمعنا ليس هو المجتمع الفاضل الطُّهوري الذي تصوِّروه لنا .
ويمكننا فهم ذلك بمعرفة أنَّ هؤلاء الروائيين الجدد هم من جيل الشباب المتمرِّد .. جيل مابعد الطَّفرة الإقتصادية .. شبابٌ لا تجارب كافية لديهم .. يعوزهم الكثير من الأدوات الفنية الروائية ، بالإضافة إلى ضحالة ثقافتهم بشكل عام، وقلة وعيهم بهموم المجتمع وقضاياه الحقيقيَّة.
.
شمس المؤيد . ذات حوار
وفي واقع الأمر فإنَّ من كتبواهذه الروايات التي يقال انها شوَّهت سمعة المجتمع السعودي كانوا يسعون بشكل خاص إلى الترويج لكتاباتهم ونيل الشهرة بفضح المستور في مجتمع منغلق على ذاته ؛ حيث أنه بعد ظهور أول رواية سعودية تناقش مسألة العلاقات العاطفية بين الجنسين في مجتمعنا بصراحة ووضوح ،وماحضيت به تلك الرواية من شهرةٍ وحفاوة في الداخل والخارج هذا الأمر شجَّع الكثيرين على إنتاج روايات على نفس النهج ،وبشكل أكثر مبالغة وتهويلا .. إذ أن ازدياد نسبة "البهارات الفضائحية" في الرواية السعوديَّة يزيد من مقدارالضجة حولها، وبالتالي ترتفع نسبة المبيعات واشتهار إسم مؤلفها أو مؤلفتها ....
......
في رأيي أنَّ هذا الإندفاع الكبير على إصدار روايات من النوع الفضائحي لايزيد عن كونه فقاعات زائلة .. وربما تساهم هذه النزوة الروائية في فتح الطريق لروائيين أكثر نضجا ومعرفة بمتطلبات الرواية الحديثة وشروطها وماتحدثه من تأثيرات في المجتمع .
أما أن تكون هذه الروايات قد شوِّهت سمعة المجتمع السعودي ... فليس ذلك بالضرورة ؛ إذ أنَّ لكل مجتمع عيوبه ومساوئه ... وليس هناك من مجتمع في العالم يخلو من الفساد بشكل كامل .....
الكاتب هوابن مجتمعه ، وهو من خلال تجاربه وملاحظاته يختزن الكثير بداخله ويعبِّر عنه بالشكل الذي يتناسب وقدراته وعمق نظرته .. ولكن التركيز على الجانب السيء من المجمتع دون غيره ، ونبش ماخفي عن الأنظار بتعمد واضح كما حدث لدينا مؤخرا لابدَّ أن تكون له أسبابه .
ما يبدو واضحا أنه إضافةً إلى الرغبة في الظهور والإنتشار، فإنَّ هناك أغراضا خفية وراء ذلك ؛ حيث (الصراخ وشهوة الفضح ) كما دعاها أحد النقاد.. تأتي هنا لا بقصد تسليط الضوء على خفايا وأسرار المجتمع ، ولا بغرض اكتشاف الأخطاء والعيوب من أجل التصحيح والإصلاح ، كما أنها لم تأت بقصد التشويه المحْض .. وإنما هي رغبة محمومة في التصادم مع المجتمع والتمرد على الأوضاع الصارمة السائدة فيه ..
هي باختصار طريقة ساذجة للتحدِّي وإبداءالتذمر .. يمكن القول أن الكتابة الروائية استعملت كوسيلة لإرسال رسالة خاصة إلى من يتولون الرقابة على المجتمع وحراسته من الوقوع في الرذيلة فحواها أنَّ مجتمعنا ليس هو المجتمع الفاضل الطُّهوري الذي تصوِّروه لنا .
ويمكننا فهم ذلك بمعرفة أنَّ هؤلاء الروائيين الجدد هم من جيل الشباب المتمرِّد .. جيل مابعد الطَّفرة الإقتصادية .. شبابٌ لا تجارب كافية لديهم .. يعوزهم الكثير من الأدوات الفنية الروائية ، بالإضافة إلى ضحالة ثقافتهم بشكل عام، وقلة وعيهم بهموم المجتمع وقضاياه الحقيقيَّة.
.
شمس المؤيد . ذات حوار